قرأن نزل فى بعض صحابة رسول الله
أنفق
أبوبكر الصديق -- معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من
العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ،
فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى )000
سورة الليل ( آية 17-21 )000
*************************
بعد
أن أسلم سعد بن أبي وقّاص ، سمعت أمه بخبر اسلامه حتى ثارت ثائرتها فأقبلت
عليه تقول يا سعد000ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك و
أبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك
حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر
)000فقال لاتفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء )000إلا أن أمه
اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها000فلما رأها
سعد قال لها يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله
لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء )000فلما
رأت الجد أذعنت وأكلت وشربت000
ونزل
قوله تعالى وَوَصّيْنَا الإنْسانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أمُّهُ
وَهْناً على وَهْن وفِصَاله في عامَيْن أن اشْكُر لي ولوالدَيْكَ إليّ
المَصير000وأن جاهَدَاك على أن تُشْرِك بِي ما ليْسَ لك بِهِ عِلم فلا
تُطِعْهما وصَاحِبْهُما في الدنيا مَعْروفـا واتّبِع سَبيـل مَنْ أنابَ
اليّ ثُمّ إليّ مَرْجِعكـم فَأنَبّئَكـم بما كُنْتُم تعملـون )000
سورة لقمان ( آية 14 - 15)000
*************************
ولقد سجل القرآن الكريم شرف الصحبة لأبي بكر الصديق -- مع رسول الله -- أثناء الهجرة الى المدينة المنورة 000
فقال تعالى ثَانِي اثْنَيْن إذْ هُمَا فِي الغَارِ ، إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللّهَ مَعَنَا )000
سورة التوبة ( آية 40 )000
*************************
حين
هاجر صهيب بن سنان الرومي من مكة إلى المدينة ، أدركه قناصة قريش ، فصاح
فيهم يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون
الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي
منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني
)000فقبل المشركين المال وتركوه قائلين أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر
مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغـت ، والآن تنطلق بنفسـك و بمالـك
؟؟)000فدلهم على مالـه وانطلق الى المدينـة ، فأدرك الرسول -- في قباء ،
ولم يكد يراه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ربـح
البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى )000
فنزل فيه قوله تعالى ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشري نَفْسه ابتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللّهِ ، واللّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَـاد )000
سورة البقرة ( آية 207 )000
*************************
في
غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة بن الجراح ، فجعل أبو
عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية000
قال
تعالى :"( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُون بِاللّهِ واليَومِ الآخِر
يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ ورَسُوله ولو كانُوا آباءَ هُم أو أبْنَاءَ
هُم أو إخْوَانَهُم أو عَشِيرَتَهُم أولئِكَ كتبَ في قُلوبِهم الإيمَان
")000
سورة المجادلة ( آية 22 )000
*************************
في
يوم بدر ، أسِرَ العباس بن عبد المطلب عمِّ رسول الله -- ، وحين تقرر أخذ
الفدية قال الرسول -- للعباس يا عباس ، افد نفسك ، وابن أخيك عقيل بن
أبي طالب ، ونوفل بن الحارث ، وحليفك عتبة بن عمرو وأخا بني الحارث بن فهر
، فإنك ذو مال )000وأراد العباس أن يغادر من دون فدية فقال يا رسول
الله ، إني كنت مسلما ، ولكن القوم استكرهوني )000وأصر الرسول على الفدية
، ونزل القرآن بذلك
قال
تعالى يا أيُّها النَّبِي قُـلْ لِمَن فِي أيْدِيكُم مِنَ الأسْرَى إن
يَعْلَم اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيْرَاً يُؤْتِكُم خَيْرَاً مِما أُخِذَ
مِنْكُم ويَغْفِر لكُم واللّهُ غَفُورٌ رَحِيم )000
سورة الأنفال ( آية 7)000
وهكذا فدا العباس نفسه ومن معه وعاد الى مكة ، ولم تخدعه قريش بعد ذلك أبدا000
*************************
كانت
عائلة عبادة بن الصامت -- مرتبطة مع يهود بني قينقاع بحلف قديم ، حتى كانت
الأيام التي تلت غزوة بدر وسبقت غزوة أحد ، فشرع اليهود يتنمرون ،
وافتعلوا أسبابا للفتنة على المسلمين ، فينبذ عبادة عهدهم وحلفهم قائلا
إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين )000فيتنزل القرآن محييا موقفه
وولائه000
قال تعالى ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون )000
سورة المائدة( آية 56 )000
*************************
في
غزوة أحد ، رأى طلحة بن عبيد الله رسول الله -- والدم يسيل من وجنتيه ،
فجن جنونه وقفز أمامه يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول - وحمله
بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -- عندما يذكر أحُداً
ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -- فقال لي الرسول
ولأبي عبيدة بن الجراح دونكم أخاكم )000 ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون
بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )000
وقد
نزل قوله تعالى مِنَ المُؤْمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدوا اللّه
عَليه فمنْهُم مَنْ قَضَى نَحْبَه ، ومِنْهُم مَنْ يَنْتَظِر ، ومَا
بَدّلوا تَبْدِيلا )000
سورة الأحزاب ( آية 23 )000
تلا
رسول الله -- هذه الآية ثم أشار الى طلحة قائلا من سره أن ينظر الى رجل
يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة )000
*************************
كان
حب عبدالله بن عمرو بن حرام بل شغفه للموت في سبيل الله منتهى أطماحه
وأمانيه ، ولقد أنبأ رسول الله -- عنه بعد استشهاده يوم أحد نبأ عظيم يصور
شغفه بالشهادة فقال -عليه الصلاة والسلام- لولده جابر يوما يا جابر :
ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب ، ولقد كلم كفاحا -أي مواجهة-
000فقال له يا عَبْدِي ، سَلْنِي أعْطِيك )000 فقال يا رب ، أسألك
أن تردنـي الى الدنيا ، لأقتـل في سبيلك ثانيـة )000قال الله له إنّهُ
قَدْ سَبَقَ القَوْلُ مِنّي : أنَّهُم إليّها لا يَرْجِعُون )000قال يا
رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة )000
فانزل
الله تعالى ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً ،
بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون ، فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن
فَضْلِه ، ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم ، ألا
خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون )000
سورة آل عمران ( آية 169-170 )000
*************************
في حادثة الإفك ، نزلت براءة السيدة عائشة -- في القرآن الكريم000
قال
تعالى :"( إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصْبَةُ منكم ، لا تحسبوه شراً لكم
بلْ هو خيرُ لكم ، لكل امرىءٍ منهم ما اكتسبَ من الإثم ، والذي تولَّى
كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ ، لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات
بأنفسهم خيراً ")000
سورة النور ( آية 11-19 )000
*************************
خلال
حادثة الإفك ، قالت أم أيوب لأبي أيوب الأنصاري ألا تسمع ما يقول
الناسُ في عائشة ؟)000 قال بلى ، وذلك كذب ، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة
ذلك ؟)000قالت لا والله )000قال فعائشة والله خير منكِ )000فلمّا
نزل القرآن وذكر أهل الإفك ، ذكر قول المؤمنين الصادقين000
قال
اللـه تعالى لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُـوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُـونَ
والمُؤْمِنَاتِ بِأنْفُسهم خَيْـرَاً ، وقَالـوا هذا إفْكٌ مُبِيـن )000
سورة النور ( آية 12 )000
*************************
طلّق
رسول الله -- حفصة بنت عمر طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سِرّاً استكتمها
إيّاه ، فلم تكتمه ، فنبّأت به السيدة عائشة ، فأنزل الله تعالى قوله
الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة 000
قال
الله تعالى :"( وإذْ أسَرَّ النّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجِه حَدِيثاً ،
فلمّا نَبأت بِه وأظهَرَهُ اللّه عليه عرّف بَعْضه وأعرض عن بعضٍ فلمّا
نَبّأها بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هذا ، قال نَبّأنِي العَليمُ الخَبِير
")000
سورة التحريم ( آية 3 )000
فبلغ
ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها
)000فنزل جبريل على النبي -- فقال أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ،
وإنها زوجتك في الجنة )000
*************************
اعتزل
النبي -- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -- قد طلّق نساءه ، وكان --
أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه
الله تعالى ، ونزلت هذه الآية في السيدة عائشة والسيدة حفصة لأنهما
البادئتان في مظاهرة النبي -- والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000
قال
تعالى إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا
عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهيرٌ ، عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً
خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ
ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000
سورة التحريم ( آية 4-5 )000
*************************
تخلف ثلاثة عن رسول الله -- في غزوة تبوك ومنهم كعب بن مالك ، وقد لقوا الشيء الكبير إلى أن تاب الله عليهم000
وأنزل
الله تعالى لقد تَاب اللّهُ على النّبِي والمُهاجِرين والأنْصار الذين
اتّبَعُوه في سَاعَة العُسْرة من بَعْد ما كاد يَزيغُ قلوب فريق منهم ثم
تاب عليهم إنهُ بهم رَءوفٌ رحيم ، وعلى الثلاثَةِ الذين خُلّفوا حتى إذا
ضاقَت عليهم الأرض بما رَحِبَت وضاقت عليهم أنْفُُسهم وظنوا أن لا ملجَأ
مِنَ اللّه إلا إليْه ثمَّ تَابَ عَلَيْهم ليَتُوبوا إن اللّهَ هو
التّوّابّ الرّحيم ، يأيّها الذين آمَنوا اتّقُوا الله وكونوا مع
الصَّادِقين )000
سورة التوبة( 117-119 )000
*************************
دعا
الرسول - علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم
بكساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم
تطهيراً )000000وذلك عندما نزلت الآية الكريمة000
قال تعالى إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000
سورة الأحزاب ( آية 33 )000
*************************
عندما خطب الرسول - زينب بنت جحش لزيد بن حارثة ، غضبت زينب لأن زيد مولى رسول الله ، وهي يخطبها سادة قريش000
فأنزل
الله تعالى ومَا كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنةٍ إذا قَضَى اللّه
ورَسُوله أمْراً أنْ يَكونَ لَهُم الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِم )000
سورة الأحزاب ( آية 36 )000
فأرسلت زينـب الى الرسـول - وقالت إني استغفر الله وأطيع الله ورسولـه ، افعل يا رسول الله ما رأيت )000فزوّجها الرسول - زيداً000
*************************
تبنى
الرسول - زيد بن حارثة ثم زوجه من ابنة عمته ( زينب ) ، ولكن الحياة
الزوجية أخذت تتعثر ، فانفصل زيد عن زينب ، وتزوجها الرسول -000
قال
تعالى وإذْ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمسكْ عليك زوجكَ
واتقِ اللهَ وتُخْفي في نفسكَ ما اللهُ مُبْدِيه وتَخْشى الناس والله
أحقُّ أن تخْشَاهُ ، فلمّا قضى زَيْدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكها لكي لا
يكون على المؤمنيـن حَرَجٌ في أزواج أدْعيائهـم إذا قضوا منهنّ وَطَـراً ،
وكان أمْـرُ اللـهِ مَفْعـولاً )000
سورة الأحزاب ( آية 37 )000
وانتشرت
في المدينة تساؤلات كثيرة : كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد ؟000فأجابهم
القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء 000
قال تعالى مَا كانَ مُحَمْداً أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم ، وَلكِن رَسُول اللّهِ ، وخَاتِم النّبِيّين )000
سورة الأحزاب ( آية 40 )000
وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول ( زيد بن حارثة )000
*************************
نزل قوله تعالى والشّعراء يَتْبَعْهُم الغَاوُون )000
سورة الشعراء ( آية 224 )000
فحزن الشاعر عبد الله بن رواحة -- ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى
قال تعالى إلا الذينَ آمَنُـوا وعَمِلُـوا الصّالحات وذَكَـرُوا اللّهَ كَثِيراً وانْتَصَـرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا )000
سورة الشعراء ( آية 227 )000
*************************
كان
خباب بن الأرت رجلاً قَيْنـاً ، وكان له على العاص بن وائل دَيْـنٌ ،
فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص لن أقضيَـكَ حتى تكفر بمحمد )000فقال خباب
لن أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ )000قال العاص إني لمبعوث من بعد
الموت ؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ؟!)000فنزلت الآية
الكريمة000
فنزل
فيه قوله تعالى :"( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ
مَالاً وَوَلَداً ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً
، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما
يقولُ ويَأتينا فرداً ")000
سورة مريم (آية 77-80 )000
*************************
لم
يكن عُمير بن سعد يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس
بن سويد بن الصامت ) يقول لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر
!)000وكان يعني رسول الله -- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عُمير
هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، أينقل ما سمع للرسول ؟000كيف والمجالس
بالأمانة ؟000أيسكت عما سمع ؟000ولكن حيرته لم تطل ، وتصرف كمؤمن تقي ،
فقال لجُلاس والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا
، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها
عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ،
وإني مُبلغ رسـول اللـه ما قلت )000وهكذا أدى عمير لأمانة المجالـس حقها ،
وأدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق000بيد أن جُلاس
أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول لأبلغن رسول الله قبل
أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )000وبعث الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- في
طلب جُلاس فأنكر وحلف باللـه كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل 000
قال
تعالى يَحْلِفُون بِاللهِ مَا قَالوا ، ولقَدْ قَالوا كَلِمَة الكُفْرِ
، وكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِم وهَمّوا بِما لَمْ يَنالوا ، ومَا نَقموا
إلا أن أغْنَاهم اللهُ ورَسُولُه مِنْ فَضْله ، فإن يَتُوبُوا يَكُ
خَيْراً لهم ، وإن يتولّوْا يُعَذِّبْهُم اللهُ عَذَاباً أليماً في
الدنّيا والآخرةِ ، وما لهُم في الأرضِ مِنْ وَليٍّ ولا نَصير )000
سورة التوبة آية ( 74 )000
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )000
*************************
لمّا نزلت الآية الكريمة انّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُور )000
سورة لقمان ( آية 18 )000
أغلق
ثابت بن قيس باب داره وجلس يبكي ، حتى دعاه رسول الله -وسأله عن حاله ،
فقال ثابت يا رسول الله ، اني أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد
خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن )000فأجابه النبي - وهو يضحك راضيا
انك لست منهم00بل تعيش بخير00وتموت بخير00وتدخل الجنة )000
ولما
نزل قول الله تعالى يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا
أصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتَ النّبِي ، ولا تّجْهّروا له بالقَوْلِ كجَهْرِ
بَعْضكم لبَعْض ، أن تَحْبِطَ أعْمَالكُم وأنتُمْ لا تَشْعُرون )000
سورة الحجرات ( آية 2 )000
أغلق
ثابت عليه داره وطفق يبكي ، وأرسل الرسول - من يدعوه وجاء ثابت وسأله
النبي عن سبب غيابه ، فأجابه اني امرؤ جهيـر الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي
فوق صوتك يا رسـول اللـه ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار
)000وأجابه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- انك لست منهم000بل تعيش
حميدا000وتقتل شهيدا000ويدخلك الله الجنة) 000فقال رضيتُ ببُشرى الله
ورسوله ، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله )000
فنزلت
الآية الكريمة إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عندَ رَسولِ الّله
أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ
وِأجْرٌ عَظِيمٌ )000
سورة الحجرات ( آية 3 )000
*************************
أنفق
أبوبكر الصديق -- معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من
العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ،
فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى وسَيُجَنَّبُها الأتْقَى الذِيِ يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكّى )000
سورة الليل ( آية 17-21 )000
*************************
بعد
أن أسلم سعد بن أبي وقّاص ، سمعت أمه بخبر اسلامه حتى ثارت ثائرتها فأقبلت
عليه تقول يا سعد000ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك و
أبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك
حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر
)000فقال لاتفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء )000إلا أن أمه
اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها000فلما رأها
سعد قال لها يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله
لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء )000فلما
رأت الجد أذعنت وأكلت وشربت000
ونزل
قوله تعالى وَوَصّيْنَا الإنْسانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أمُّهُ
وَهْناً على وَهْن وفِصَاله في عامَيْن أن اشْكُر لي ولوالدَيْكَ إليّ
المَصير000وأن جاهَدَاك على أن تُشْرِك بِي ما ليْسَ لك بِهِ عِلم فلا
تُطِعْهما وصَاحِبْهُما في الدنيا مَعْروفـا واتّبِع سَبيـل مَنْ أنابَ
اليّ ثُمّ إليّ مَرْجِعكـم فَأنَبّئَكـم بما كُنْتُم تعملـون )000
سورة لقمان ( آية 14 - 15)000
*************************
ولقد سجل القرآن الكريم شرف الصحبة لأبي بكر الصديق -- مع رسول الله -- أثناء الهجرة الى المدينة المنورة 000
فقال تعالى ثَانِي اثْنَيْن إذْ هُمَا فِي الغَارِ ، إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللّهَ مَعَنَا )000
سورة التوبة ( آية 40 )000
*************************
حين
هاجر صهيب بن سنان الرومي من مكة إلى المدينة ، أدركه قناصة قريش ، فصاح
فيهم يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون
الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي
منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني
)000فقبل المشركين المال وتركوه قائلين أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر
مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغـت ، والآن تنطلق بنفسـك و بمالـك
؟؟)000فدلهم على مالـه وانطلق الى المدينـة ، فأدرك الرسول -- في قباء ،
ولم يكد يراه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ربـح
البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى )000
فنزل فيه قوله تعالى ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشري نَفْسه ابتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللّهِ ، واللّهُ رَءُوفٌ بِالعِبَـاد )000
سورة البقرة ( آية 207 )000
*************************
في
غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة بن الجراح ، فجعل أبو
عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية000
قال
تعالى :"( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُون بِاللّهِ واليَومِ الآخِر
يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ ورَسُوله ولو كانُوا آباءَ هُم أو أبْنَاءَ
هُم أو إخْوَانَهُم أو عَشِيرَتَهُم أولئِكَ كتبَ في قُلوبِهم الإيمَان
")000
سورة المجادلة ( آية 22 )000
*************************
في
يوم بدر ، أسِرَ العباس بن عبد المطلب عمِّ رسول الله -- ، وحين تقرر أخذ
الفدية قال الرسول -- للعباس يا عباس ، افد نفسك ، وابن أخيك عقيل بن
أبي طالب ، ونوفل بن الحارث ، وحليفك عتبة بن عمرو وأخا بني الحارث بن فهر
، فإنك ذو مال )000وأراد العباس أن يغادر من دون فدية فقال يا رسول
الله ، إني كنت مسلما ، ولكن القوم استكرهوني )000وأصر الرسول على الفدية
، ونزل القرآن بذلك
قال
تعالى يا أيُّها النَّبِي قُـلْ لِمَن فِي أيْدِيكُم مِنَ الأسْرَى إن
يَعْلَم اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيْرَاً يُؤْتِكُم خَيْرَاً مِما أُخِذَ
مِنْكُم ويَغْفِر لكُم واللّهُ غَفُورٌ رَحِيم )000
سورة الأنفال ( آية 7)000
وهكذا فدا العباس نفسه ومن معه وعاد الى مكة ، ولم تخدعه قريش بعد ذلك أبدا000
*************************
كانت
عائلة عبادة بن الصامت -- مرتبطة مع يهود بني قينقاع بحلف قديم ، حتى كانت
الأيام التي تلت غزوة بدر وسبقت غزوة أحد ، فشرع اليهود يتنمرون ،
وافتعلوا أسبابا للفتنة على المسلمين ، فينبذ عبادة عهدهم وحلفهم قائلا
إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين )000فيتنزل القرآن محييا موقفه
وولائه000
قال تعالى ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون )000
سورة المائدة( آية 56 )000
*************************
في
غزوة أحد ، رأى طلحة بن عبيد الله رسول الله -- والدم يسيل من وجنتيه ،
فجن جنونه وقفز أمامه يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول - وحمله
بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -- عندما يذكر أحُداً
ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -- فقال لي الرسول
ولأبي عبيدة بن الجراح دونكم أخاكم )000 ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون
بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )000
وقد
نزل قوله تعالى مِنَ المُؤْمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدوا اللّه
عَليه فمنْهُم مَنْ قَضَى نَحْبَه ، ومِنْهُم مَنْ يَنْتَظِر ، ومَا
بَدّلوا تَبْدِيلا )000
سورة الأحزاب ( آية 23 )000
تلا
رسول الله -- هذه الآية ثم أشار الى طلحة قائلا من سره أن ينظر الى رجل
يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة )000
*************************
كان
حب عبدالله بن عمرو بن حرام بل شغفه للموت في سبيل الله منتهى أطماحه
وأمانيه ، ولقد أنبأ رسول الله -- عنه بعد استشهاده يوم أحد نبأ عظيم يصور
شغفه بالشهادة فقال -عليه الصلاة والسلام- لولده جابر يوما يا جابر :
ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب ، ولقد كلم كفاحا -أي مواجهة-
000فقال له يا عَبْدِي ، سَلْنِي أعْطِيك )000 فقال يا رب ، أسألك
أن تردنـي الى الدنيا ، لأقتـل في سبيلك ثانيـة )000قال الله له إنّهُ
قَدْ سَبَقَ القَوْلُ مِنّي : أنَّهُم إليّها لا يَرْجِعُون )000قال يا
رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة )000
فانزل
الله تعالى ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً ،
بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون ، فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن
فَضْلِه ، ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم ، ألا
خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون )000
سورة آل عمران ( آية 169-170 )000
*************************
في حادثة الإفك ، نزلت براءة السيدة عائشة -- في القرآن الكريم000
قال
تعالى :"( إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصْبَةُ منكم ، لا تحسبوه شراً لكم
بلْ هو خيرُ لكم ، لكل امرىءٍ منهم ما اكتسبَ من الإثم ، والذي تولَّى
كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ ، لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات
بأنفسهم خيراً ")000
سورة النور ( آية 11-19 )000
*************************
خلال
حادثة الإفك ، قالت أم أيوب لأبي أيوب الأنصاري ألا تسمع ما يقول
الناسُ في عائشة ؟)000 قال بلى ، وذلك كذب ، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة
ذلك ؟)000قالت لا والله )000قال فعائشة والله خير منكِ )000فلمّا
نزل القرآن وذكر أهل الإفك ، ذكر قول المؤمنين الصادقين000
قال
اللـه تعالى لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُـوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُـونَ
والمُؤْمِنَاتِ بِأنْفُسهم خَيْـرَاً ، وقَالـوا هذا إفْكٌ مُبِيـن )000
سورة النور ( آية 12 )000
*************************
طلّق
رسول الله -- حفصة بنت عمر طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سِرّاً استكتمها
إيّاه ، فلم تكتمه ، فنبّأت به السيدة عائشة ، فأنزل الله تعالى قوله
الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة 000
قال
الله تعالى :"( وإذْ أسَرَّ النّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجِه حَدِيثاً ،
فلمّا نَبأت بِه وأظهَرَهُ اللّه عليه عرّف بَعْضه وأعرض عن بعضٍ فلمّا
نَبّأها بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هذا ، قال نَبّأنِي العَليمُ الخَبِير
")000
سورة التحريم ( آية 3 )000
فبلغ
ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها
)000فنزل جبريل على النبي -- فقال أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ،
وإنها زوجتك في الجنة )000
*************************
اعتزل
النبي -- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -- قد طلّق نساءه ، وكان --
أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه
الله تعالى ، ونزلت هذه الآية في السيدة عائشة والسيدة حفصة لأنهما
البادئتان في مظاهرة النبي -- والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000
قال
تعالى إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا
عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهيرٌ ، عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً
خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ
ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000
سورة التحريم ( آية 4-5 )000
*************************
تخلف ثلاثة عن رسول الله -- في غزوة تبوك ومنهم كعب بن مالك ، وقد لقوا الشيء الكبير إلى أن تاب الله عليهم000
وأنزل
الله تعالى لقد تَاب اللّهُ على النّبِي والمُهاجِرين والأنْصار الذين
اتّبَعُوه في سَاعَة العُسْرة من بَعْد ما كاد يَزيغُ قلوب فريق منهم ثم
تاب عليهم إنهُ بهم رَءوفٌ رحيم ، وعلى الثلاثَةِ الذين خُلّفوا حتى إذا
ضاقَت عليهم الأرض بما رَحِبَت وضاقت عليهم أنْفُُسهم وظنوا أن لا ملجَأ
مِنَ اللّه إلا إليْه ثمَّ تَابَ عَلَيْهم ليَتُوبوا إن اللّهَ هو
التّوّابّ الرّحيم ، يأيّها الذين آمَنوا اتّقُوا الله وكونوا مع
الصَّادِقين )000
سورة التوبة( 117-119 )000
*************************
دعا
الرسول - علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم
بكساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم
تطهيراً )000000وذلك عندما نزلت الآية الكريمة000
قال تعالى إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000
سورة الأحزاب ( آية 33 )000
*************************
عندما خطب الرسول - زينب بنت جحش لزيد بن حارثة ، غضبت زينب لأن زيد مولى رسول الله ، وهي يخطبها سادة قريش000
فأنزل
الله تعالى ومَا كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنةٍ إذا قَضَى اللّه
ورَسُوله أمْراً أنْ يَكونَ لَهُم الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِم )000
سورة الأحزاب ( آية 36 )000
فأرسلت زينـب الى الرسـول - وقالت إني استغفر الله وأطيع الله ورسولـه ، افعل يا رسول الله ما رأيت )000فزوّجها الرسول - زيداً000
*************************
تبنى
الرسول - زيد بن حارثة ثم زوجه من ابنة عمته ( زينب ) ، ولكن الحياة
الزوجية أخذت تتعثر ، فانفصل زيد عن زينب ، وتزوجها الرسول -000
قال
تعالى وإذْ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمتَ عليه أمسكْ عليك زوجكَ
واتقِ اللهَ وتُخْفي في نفسكَ ما اللهُ مُبْدِيه وتَخْشى الناس والله
أحقُّ أن تخْشَاهُ ، فلمّا قضى زَيْدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكها لكي لا
يكون على المؤمنيـن حَرَجٌ في أزواج أدْعيائهـم إذا قضوا منهنّ وَطَـراً ،
وكان أمْـرُ اللـهِ مَفْعـولاً )000
سورة الأحزاب ( آية 37 )000
وانتشرت
في المدينة تساؤلات كثيرة : كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد ؟000فأجابهم
القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء 000
قال تعالى مَا كانَ مُحَمْداً أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم ، وَلكِن رَسُول اللّهِ ، وخَاتِم النّبِيّين )000
سورة الأحزاب ( آية 40 )000
وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول ( زيد بن حارثة )000
*************************
نزل قوله تعالى والشّعراء يَتْبَعْهُم الغَاوُون )000
سورة الشعراء ( آية 224 )000
فحزن الشاعر عبد الله بن رواحة -- ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى
قال تعالى إلا الذينَ آمَنُـوا وعَمِلُـوا الصّالحات وذَكَـرُوا اللّهَ كَثِيراً وانْتَصَـرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا )000
سورة الشعراء ( آية 227 )000
*************************
كان
خباب بن الأرت رجلاً قَيْنـاً ، وكان له على العاص بن وائل دَيْـنٌ ،
فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص لن أقضيَـكَ حتى تكفر بمحمد )000فقال خباب
لن أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ )000قال العاص إني لمبعوث من بعد
الموت ؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ؟!)000فنزلت الآية
الكريمة000
فنزل
فيه قوله تعالى :"( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ
مَالاً وَوَلَداً ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً
، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما
يقولُ ويَأتينا فرداً ")000
سورة مريم (آية 77-80 )000
*************************
لم
يكن عُمير بن سعد يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس
بن سويد بن الصامت ) يقول لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر
!)000وكان يعني رسول الله -- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عُمير
هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، أينقل ما سمع للرسول ؟000كيف والمجالس
بالأمانة ؟000أيسكت عما سمع ؟000ولكن حيرته لم تطل ، وتصرف كمؤمن تقي ،
فقال لجُلاس والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا
، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها
عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ،
وإني مُبلغ رسـول اللـه ما قلت )000وهكذا أدى عمير لأمانة المجالـس حقها ،
وأدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق000بيد أن جُلاس
أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول لأبلغن رسول الله قبل
أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )000وبعث الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- في
طلب جُلاس فأنكر وحلف باللـه كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل 000
قال
تعالى يَحْلِفُون بِاللهِ مَا قَالوا ، ولقَدْ قَالوا كَلِمَة الكُفْرِ
، وكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِم وهَمّوا بِما لَمْ يَنالوا ، ومَا نَقموا
إلا أن أغْنَاهم اللهُ ورَسُولُه مِنْ فَضْله ، فإن يَتُوبُوا يَكُ
خَيْراً لهم ، وإن يتولّوْا يُعَذِّبْهُم اللهُ عَذَاباً أليماً في
الدنّيا والآخرةِ ، وما لهُم في الأرضِ مِنْ وَليٍّ ولا نَصير )000
سورة التوبة آية ( 74 )000
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )000
*************************
لمّا نزلت الآية الكريمة انّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُور )000
سورة لقمان ( آية 18 )000
أغلق
ثابت بن قيس باب داره وجلس يبكي ، حتى دعاه رسول الله -وسأله عن حاله ،
فقال ثابت يا رسول الله ، اني أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل وقد
خشيـت أن أكون بهذا من المختاليـن )000فأجابه النبي - وهو يضحك راضيا
انك لست منهم00بل تعيش بخير00وتموت بخير00وتدخل الجنة )000
ولما
نزل قول الله تعالى يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا
أصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتَ النّبِي ، ولا تّجْهّروا له بالقَوْلِ كجَهْرِ
بَعْضكم لبَعْض ، أن تَحْبِطَ أعْمَالكُم وأنتُمْ لا تَشْعُرون )000
سورة الحجرات ( آية 2 )000
أغلق
ثابت عليه داره وطفق يبكي ، وأرسل الرسول - من يدعوه وجاء ثابت وسأله
النبي عن سبب غيابه ، فأجابه اني امرؤ جهيـر الصوت ، وقد كنت أرفع صوتي
فوق صوتك يا رسـول اللـه ، واذن فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار
)000وأجابه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- انك لست منهم000بل تعيش
حميدا000وتقتل شهيدا000ويدخلك الله الجنة) 000فقال رضيتُ ببُشرى الله
ورسوله ، لا أرفعُ صوتي أبداً على رسول الله )000
فنزلت
الآية الكريمة إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عندَ رَسولِ الّله
أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى ، لهم مَّغْفِرةٌ
وِأجْرٌ عَظِيمٌ )000
سورة الحجرات ( آية 3 )000
*************************